للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

امتخطت (١) حوت، فأطلقه وقال: أظنني في حبسك مأثوم، قال: لا ولكنك في ماء بصل (٢) ، فقال: أخرجوه عني ولا تقم في بغداد فهذا عار علينا.

وكان في مبدأ أمره صالح الشعر مع توسط، لا ينفق مع أبي تمام والبحتري وأضرابهما، فعمد إلى الحمق وكسب بذلك أضعاف ما كسبه كل شاعر بالجد. ومن قوله الصالح:

لا أقول الله يظلمني ... كيف أشكو غير متهم

وإذا ما الدهر ضعضعني ... لم تجدني كافر النعم

قنعت نفسي بما ظفرت ... وتناهت في العلا هممي قال عبد العزيز ابن (٣) أحمد: كان أبو العبر يجلس في مجلس يجتمع إليه المجان فكان يجلس على سلم وبين يديه بالوعة فيها ماء وحمأة وقد سد (٤) مجراها، وبيده قصبة طويلة، وعلى رأسه خف وفي رجليه قلنسوتان، ومستمليه في جوف بئر، وحوله ثلاثة يدقون بالهواوين، حتى تكثر الجلبة ويقل السماع (٥) ، ويصيح مستمليه من البئر، ثم يملي عليهم، فإن ضحك أحد (٦) ممن حضر قاموا فصبوا على رأسه من البالوعة إن كان وضيعاً، وإن كان ذا مروءة رشوا عليه بالقصبة من مائها، ثم يحبس (٧) في الكنيف (٨) إلى


(١) الوافي والزركشي: أمتخط.
(٢) في المطبوعة والزركشي: بل ماء بصل؛ وأثبت ما في الأغاني والوافي.
(٣) المطبوعة: أبو.
(٤) المطبوعة سهل؛ وأثبت ما في الأغاني والوافي.
(٥) المطبوعة: حتى تكثر الجلبة للسماع.
(٦) زاد بعدها في المطبوعة: منهم.
(٧) المطبوعة والوافي: يجلس؛ ورواية الأغاني أدق.
(٨) المطبوعة: ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>