للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم أخلفاني فخلفاني ... إذ كنت غراً على التراب

بما تكلفت من أمور ... ما كن من عادتي ودابي

خرجت فيهن من قشوري ... فأفقراني من اللباب راغا وزاغا وليس هذا ال خداع من شيمة الصحاب

لو أنصفاني بفرط شوقي ... لوافياني بلا طلاب

أو عدلاً في الوداد عادا ... بعد عدول إلى الصواب

هل أمن الصعب من ملامي ... والمؤلم المر من عقابيي فأجابه شهاب الدين:

أبارق لاح في صباح ... أم نظم الدر في سخاب

أم أسطر فر جيش همي ... حين تسارعن في طلابي

لم ير من قبلها محب ... كتائباً سرن في كتاب

أرسلها سيد نداه ... يهزأ بالزاخر العباب

إلى غريبين لو يزالا ... لها مدى الدهر في ارتقاب

لم يخلفا الوعد بل أقاما ... ليأخذ الجوع في التهاب

ويستطيلا بكل ناب ... كالصارم العضب غير نابي

ويصبح الفخر وهو جاث ... ينقض للأكل كالشهاب فلما زاره كتب إلى الأمير ناصر الدين الحراني متولي حرب دمشق:

تفضل فخر الدين مثل شهابه ... وزارا محل العبد وامتثلا الأمرا

وجاءا بجمع ضامرين من الطوى ... فما تركوا عندي لباباً ولا قشرا

فأوسعتهم بالرغم مني كرامة ... وإن كنت بالتحقيق ضقت بهم صدرا

وقالوا جميعاً يخلف الله قلت إن ... تقبل منكم كان في السنة الأخرى وقال أيضاً (١) :


(١) وردت هذه القصيدة في الزركشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>