وما أنت غير الكون بل أنت عينه ... ويفهم هذا السر من هو ذائق فقال " ابن " الحكيم: كفرت كفرت، فقال ابن إسرائيل: لا ما كفرت ولكن أنت ما تفهم؛ وتشوش الوقت.
ومن شعره:
وفى لي من أهواه جهراً بموعدي ... فأرغم عذالي عليه وحسدي
وزار على شحط المزار تطولاً ... على مغرم بالوصل لم يتعود
فيا حسن ما أبدى لعيني جماله ... ويا برد ما أهدى إلى قلبي الصدي
ويا صدق أحلامي ببشرى وصاله ... ويا نيل آمالي ويا نجح مقصدي
نديمي من سعد أريحا ركائبي ... فقد أمنت من أن تروح وتغتدي
ولا تلزمني النسك فالحب شاغلي ... ولا تذكرا لي الورد فالراح موردي
ولا تقفا بي في الرسوم التي عفت ... فقد طال حبسي بين نؤي وموقد
ومرا علي حي بمنعرج اللوى ... وقولا لغزلان الصريم ألا ابعدي
ولا تسعداني بعدها لكما البقا ... فما في بعد اليوم فقر لمسعد
أمن بعد ما قد برق الشوق غلتي ... وزار الكرى أجفان طرفي المسهد
وهامت بي الصهباء وجداً فكل من ... سقاها له طرف إلى رؤيتي صدي
وأمسيت والكاسات شمسي وأصبحت ... عروس حميا الحان تجلى على يدي
وأضحت ظباء الحي صيد خلاعتي ... وإن صدن من أهل النهى كل أصيد
ذراني وعزمي والدجى ومزاره ... فقد أبت العلياء إلا تفردي
ولا تأيسا من روحه وتأسيا ... فكم معرض في اليوم يقبل في غد
ففي الحي صب باع مهجة نفسه ... لجيرة ذاك الحي نقداً بموعد
هو الحب إما منية أو منية ... ودون العلا حد الحسام المهند
ألم تريا أني وجدت تلذذي ... برؤياه عقبى حيرتي وتلددي
وقد عشت دهراً والزمان يهزني ... وتطربني الألحان من كل منشد