وطفت في مغناك حتى ملني ... من أرضك الرسوم والمعاهد
ولم أقصر فيك عن حفظ الهوى ... شطر ثانيوالحر من يحفظ من يعاهد
وربما يجمع جمع شملنا ... بكم وتصفو عندك الموارد
وعلنا نقضي منانا يمنى ... وتنقضي من وصلنا المواعد
أو لا فموتي فيكم شهادة ... علي فيها بالرضى شواهد وحكى لي الشيخ عز الدين الدربندي المؤذن بالجامع الأموي، رحمه الله تعالى، قال: أخبرني نجم الدين ابن إسرائيل قال: أضقت في بعض الأوقات إضاقة شديدة، فقلت في نفسي: والله لا مدحت غير الله تعالى، فقلت القصيدة السينية التي أولها:
يا ناق ما دون الأثيل معرس ... جدي فصبحك قد بدا يتنفس
واستصحبي عزماً يبلغ الحمى ... لتظل تغبطك الجواري الكنس قال: فجاءت اثنين وستين بيتاً، وكان لي عادة أن أنظم القصيدة وأنقحها فيما بعد، فعرضت القصيدة فلم أر فيها ما يحذف، فنمت ليلتي، فلما كان وقت السحر وإذا بالباب يدق، فقمت فوجدت قاصداً من مصر ومعه كتاب من الأمير جمال الدين " ابن " يغمور، وصحبته صرة ذهب، وقال: الأمير يسلم عليك، وهذه برسم النفقة، فعددت الذهب فكان اثنين وستين ديناراً، أو كما قال، رحمه الله تعالى.