أم ضيعوا ومرادي منك ذكرهم ... هم الأحبة إن أعطوا وإن سلبوا
إن كان يرضيهم إبعاد عبدهم ... فالعبد منهم بذاك البعد مقترب
والهجر إن كان يرضيهم بلا سبب ... فإنه من لذيذ الوصل محتسب
وإن هم احتجبوا عني فإن لهم ... في القلب مشهود وحسن ليس يحتجب
قد نزه اللطف والإشراق بهجته ... عن أن تمنعها الأستار والحجب
ما ينتهي نظري منهم إلى رتب ... في الحسن إلا ولاحت فوقها رتب
وكلما لاح معنى من جمالهم ... لباه شوق إلى معناه منتسب
أظل دهري ولي من حبهم طرب ... ومن أليم اشتياقي نحوهم حرب وكان الذي نظمه ابن إسرائيل:
لم يقض في حبكم بعض الذي يجب ... صب متى ما جرت ذكراكم يجب
أحبابنا والمنى تدني زيارتكم ... وربما حال من دون المنى الأدب
قاطعتمون فأحزاني مواصلة ... وحلتم فحلا لي فيكم التعب
ما رابكم من حياتي بعد بعدكم ... وليس لي في حياة بعدكم أرب
رحتم بقلبي وما كادت لتسلبه ... لولا قدودكم الخطية السلب
يا بارقاً ببريق الحزن لاح لنا ... أأنت أم أسلمت أقمارها النقب
ويا نسيماً سرى والعطر يصحبه ... أجزت حيث مشين الخرد العرب
أقسمت بالمقسمات الزهر تحجبها ... سمر العوالي والهندية القضب
لكدت تشبه برقاً من ثغورهم ... يا در دمعي لولا الظلم والشنب والقصيدة التي نظمها ابن الخيمي ثانياً مع ابن إسرائيل:
لله قوم بجرعاء الحمى غيب ... جنوا علي ولما أن جنوا عتبوا
يا رب هم أخذوا قلبي فلم سخطوا ... وإنهم غصبوا عيشي فلم غضبوا
هم العريب بنجد مذ عرفتهم ... لم يبق لي معهم مال ولا نشب
شاكون للحرب لكن من قدودهم ... وفاترات اللحاظ السمر والقضب