السامري - بفتح الميم وتشديد الراء - نسبة إلى سامرا، نزيل دمشق؛ شيخ متميز متمول ظريف حلو المجالسة مطبوع النادرة جيد الشعر، طويل الباع في الهجو، من سروات الناس ببغداد، قدم الشام بأمواله وحظي عند الملك الناصر صاحب الشام وامتدحه، وعمل تلك الأرجوزة المشهورة بالسامرية التي أولها:
يا سائق العيس إلى الشّآم ... وقاطع الوهاد والآكام حط فيها على الكتاب وأغرى الناصر بمصادرتهم.
وكان مزاحاً كثير الهزل، لا يكاد يتحمل، مع أن الصاحب بهاء الدين ابن حنا صادره وأخذ منه نحو ثلاثين ألف دينار عندما قدم أخوه نور الدولة السامري من اليمن، ونكب في دولة المنصور، وطلبه الشجاعي إلى مصر، وأخذت منه حزرما وغيرها ومائتا (١) ألف درهم، وكان يسكن داره المليحة التي وقفها خانقاه ووقف عليها باقي أملاكه. وكانت وفاته سنة ست وتسعين وستمائة.
ومولده ... ؛ من شعره:
من سرّ من رّاء ومن أهلها ... عند اللطيف الخالق الباري
وأي شيء أنا حتى إذا ... أذنبت لا تغفر أوزاري
يا رب ما لي غير سبّ الورى ... أرجو به الفوز من النّار وكان قد سافر مع وجيه الدين ابن سويد إلى الموصل، فحضر المكاسة فعفوا عن جمال الوجيه، ومكسوا جمال السامري وأجحفوا به، فقال:
صحبت وجيه الدين في الدهر مرةً ... ليحمل أثقالي ويخفر أحمالي
فوزّنني عن كلّ حق وباطل ... وعن فرسي والبغل والجمل الخالي فبلغ ذلك صاحب الموصل فأطلق القفل بأجمعه.