للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشوقه أحبابه نظر الحمى ... دعوه لأمر دونه تقطر الدما فيا ويح نفس الصب ماذا له دعي ...

له عند ذكر المنحنى سفح عبرة ... وبين الرجا والخوف موقف عبرة

فحيناً يوافيه النعيم بنظرة ... وحيناً ترى في قلبه نار حسرة يجيء إليه الموت من كل موضع ...

سلام على صفو الحياة وطيبها ... إذا لم تفز عيني بلقيا حبيبها

ولم تحظ من إقباله بنصيبها ... ولا استعطفته عبرتي بصبيبها ولا وقعت شكواي منه بموقع ...

موكل طرفي بالسهاد المؤرق ... ومجري دموعي كالحيا المتدفق

وملهب وجد في فؤادي محرق ... " بعينك ما يلقى الفؤاد وما لقي " (١) وعندك ما تحوي وتخفيه أضلعي ...

أضرب بي البلوى وذو الحب مبتلى ... يعالج داء بين جنبيه معضلا

ويثقله من وجده ما تحملا ... وتبعثه الشكوى فيشتاق منزلا به يتلقى راحة المتودع ...

مقر الذي دل الأنام بشرعه ... على أصل دين الله حقاً وفرعه

به انضم شمل الدين من بعد صدعه ... لنا مذهب العشاق في قصد ربعه نقيم به رسم البكا والتضرع ...

تحل به الأنوار ملء رحابه ... ومستودع الأسرار عند صحابه

هداية من يحتار تأميل بابه ... وتشريف من يختار قصد جنابه بتقبيله وجه الثرى المتضوع ...


(١) أصله: لعينك، وهو للمتنبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>