للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على خلع المأمون، ثم جهز عبد الرحمن بن جبلة الأنباري في أربعين ألف فارس، فسار إلى همذان فلقيه طاهر فقتله وكسر جيشه بعد حروب عظيمة، وسار طاهر وقد خلت البلاد وتقدم إلى الأهواز، ثم تقدم ونزل بباب الأنبار، ثم سار وأحاط بمدينة المنصور، فخرج الأمين في حراقة هارباً، فلما سمع طاهر بذلك خرج إليه ورماه بالنشاب فانكفأت الحراقة وغرق الأمين ومن كان معه، فسبح حتى صار إلى بستان موسى، فعرفه محمد ابن حميد، فصاح بأصحابه، ثم أخذ برجله، وحمل على برذون إلى بين يدي طاهر فأمر بقتله وقطع رأسه ونصبه على حائط بستان، ونودي عليه: هذا رأس محمد المخلوع، ثم بعث به وبالبردة والقضيب والمصلى مع ابن عمه محمد بن المصعب إلى المأمون، وقال: قد بعثت إليك بالدنيا وهو رأس محمد الأمين وبالآخرة وهي البردة والقضيب، فأمر المأمون لمحمد بن مصعب بألف ألف درهم، ولما رأى رأس الأمين سجد.

وكان قتله سنة تسع (١) وتسعين ومائة، وخلافته أربع سنين، وكان الرشيد يعرف بالفراسة ما يجري بن الأمين والمأمون، فكان ينشد:

محمد لا تبغض أخاك فإنه ... يعود عليك البغي إن كنت باغيا

فلا تعجلن فالدهر فيه كفاية ... إذا مال بالأقوام لم يبق باقيا وفي الأمين يقول أبو الهول الحميري:

ملك أبوه وأمه من نبعة ... منها سراج الأمة الوهاج

شربوا بمكة في ذرى بطحائها ... ماء النبوة ليس فيه مزاج يريد أن أباه وأمه من هاشم.

ومن شعر الأمين:


(١) ص: سبع.

<<  <  ج: ص:  >  >>