يذكرني برق الحمى المتألق ... زماناً تولى بالحمى وهو مونق
ويرتاح قلبي للنسيم إذا سرى ... ويطربني ذاك الحمام المطوق
سقى بانة الجرعاء إن أخلف الحيا ... وضن حياً من عبرتي يتدفق
ولا حاد عن تلك المعاطف صيب ... من المزن أو من مقلة الصب مغدق
منازل تصبيني إليها نسيمة ... لها أرج أرجاؤها منه تعبق
عدمت عذولي كم يعنف في الهوى ... حليف غرام نال منه التشوق
إذا لامني أنشدته متمثلاً ... " بودي لو يهوى العذول ويعشق "
كلفت بأحوى من بني الترك أحور ... له غصن قد بالذوائب مورق
رشيق التثني والمعاطف ألعس ال ... مراشف يصمي طرفه حين يرمق
حمى بحسام اللحظ خداً مورداً ... غدت عنه أكمام الشقيق تشقق
له ناظر في ضمنه وهو أسود ... عدو لأرباب الصبابة أزرق وقال أيضاً:
ألم بي طيفه إلمام مختلس ... فأشرقت بسناه ظلمة الغلس
جلا على بعده لي منه بدر دجى ... على قضيب بغير الدل لم يمس
طيف غنيت به عن شيم بارقة ... وعن تلقي صباً مسكية النفس
أراحني من مواعيد مزخرفة ... أجريت منهن آمالي على يبس
فبت في نعمة لليل سابغة ... ممتعاً باللمى والثغر واللعس
أردد الطرف في خد نضارته ... وقف على مستق منها ومقتبس
خد متى قلت إن الورد يشبهه ... قل الجمال تأمل ذا وذا وقس
شققت أكمام صون عن شقائقه ... بالرغم من نرجس في الأعين النعس
فيا لها زورة ما كان لي طمع ... فيها لعلمي بخلق الزائر الشرس
بات الغرام بها في مأتم وأنا ... بمنة عظمت للطيف في عرس
وافى بمن لم أخل أني أفوز به ... لما على طرفه دوني من الحرس