للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تثنى وأغصان الأراك نواضر ... ونحت وأسراب من الطير عكف

فعلم بانات اللوى كيف تنثني ... وعلمت ورقاء الحمى كيف تهتف وقال:

رأتني وقد نال مني النحول ... وفاضت دموعي على الخد فيضا

فقالت بعيني هذا السقام ... فقلت صدقت، وبالخصر أيضا يشبه هذا قول الأرجاني:

غالطتني إذ كست جسمي الضنى ... كسوة عرت من اللحم العظاما

ثم قالت أنت عندي في الهوى ... مثل عيني صدقت لكن سقاما ومن هذه المادة قول جمال الدين ابن نباتة (١) :

وملولة في الحب (٢) لما أن رأت ... أثر السقا بعظمي المنهاض

قالت تغيرنا فقلت لها نعم ... أنا بالسقام (٣) وأنت بالإعراض وقال أيضاً:

رق العذول لما ألقى بكم ورثي ... لما رأى صدكم عن صبكم عبثا

نكثتم حبل ودري بعد قوته ... وطالما قلتم لا كان من نكثا

أين الوفاء الذي كنا نظن وما ... هذا الجفاء الذي من بعده حدثا؟

فاه نفثة مصدور بهجركم ... ومن يذق هجر من يشتاقه نفثا

رجوت يوم نواه لو تلبث لي ... لأشتكي بعض ما ألقى فما لبثا

وكم شكوت الذي ألقاه منه فما ... أوى لذلي ولا ألوي ولا اكترثا

وكم حلفت بأني لا أعاتبه ... ولست أول صب في الهوى حنثا

ويح المحب متى صدت حبائبه ... يوماً قضى وإذا ما واصلوا بعثا

قضى فناحت عليه الورق من حزن ... فسجعها بين أثناء النشيد رثا


(١) ديوان ابن نباتة: ٢٨٢.
(٢) ص: ومملوكة؛ الديوان: وملولة الأخلاق.
(٣) الديوان: بالصدود.

<<  <  ج: ص:  >  >>