للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما ربة الخدر إن أسفرت ... بأحوج منك إلى البرقع

ولاح يعنفني في الغرام ... وهل يسمع اللوم من لا يعي

وأنكر ما يدعي من هواه ... وسقمي يثبت ما يدعي

رآك فساعدني في الحنين ... وأضحى على من لحاني معي وقال أيضاً:

خليلي هذا البرق أسيافه تنضي ... فهيا عسى حتف الظلام به يقضى

فليس لنا بالصبح عهد (١) لأننا ... عهدناه من قبل التفرق مبيضاً

ولا بالكرى علم وهل كان لامرئ ... نأى عنه من يهواه أن يعرف الغمضا

هم هجروا برد الظلال وإنما ... حشاي، وحاشاهم، أقامت على الرمضا

مضوا فاسترد الدهر أنسي الذي مضى ... كأن له عندي بقربهم قرضا

وبانوا فآلى (٢) البان لا بان بعدهم ... ولا عانقت أغصانه بعضها بعضا

عريب سبوا نومي ولم تدر مقلتي ... كما سلبوا قلبي ولم تشعر الأعضا (٣)

فليتهم عادوا وقلبي فداهم ... وأرضي بأن تضحي خدودي لهم أرضا وقال أيضاً:

أعلي في حب الديار ملام ... أم هل تذكرها علي حرام

أم هل أذم إذا ذكرت منازلاً ... فارقتها ولها علي ذمام

دار الأحبة والهوى وشبيبة ... ذهبت وجيران علي كرام

فارقتها فأرقت من وجدي بهم ... أفهل لهم أو للكرى إلمام

كانوا حياتي وابتليت بفقدهم ... فعليهم وعلى الحياة سلام

أشتاقها شوق الغريب مزاره ... سفهاً، وإلا أين مني الشام

وتروقني خدع المنى منها وقد ... بعد المدى وتمادت الأيام


(١) ص: عهداً.
(٢) ص: فألا.
(٣) مر البيت ص: ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>