فيا لها ليلة قضيتها عجباً ... الشمس مغتبقي والبدر معتنقي وكتب إليه علاء الدين ابن غانم من حصن صهيون:
إليك شهاب الدين نشكو متاعباً ... فأنت الذي ما زلت ترثي لمن شكا
إلى الله نشكو حصن صهيون إننا ... إلى الرفق فيها لم نجد قط مسلكا
لتغييره وجه الوجود مقطب ... عليه وعين الشمس زالت من البكا
أصم صراخ الرعد فيه مسامع ال ... برايا وستر البرق وجداً تهتكا فأجابه شهاب الدين رحمهما الله تعالى:
ألم يكفني شوق إليه وأدمع ... عليه إذا ما جادت الغيث أمسكا
وأني مذ فارقت - لا ذقت بعده - ... محياه لم أصحب حميماً سوى البكا
إلى أن شكا حالاً غدوت لحملها ... أكابد من همي به فوق ما شكا
وحرك أشجاني على أن في الحشا ... لها باعثاً (١) من نفسها ومحركا
فيا نازحاً أودى بقلبي ولم يزل ... بإخلاصه في حبه متمسكا
وحقك لو عاينت ما في جوانحي ... لساءك أو ما في ضميري لسركا
جوى لو غدا في حصن صهيون بعضه ... تزلزل أو أخني عليه تدكدكا
وتوحيد وجد لو تقسم لم تجد ... على الأرض في دين المودة مشركا
فصبراً، على أني وقد غبت رمته ... فلم ألق نحو الصبر بعدك مسلكا
فهل هو إلا البرق أومض موهناً ... لديك ليحكي نار وجدي فما حكى
أو القطر يهمي وهو مذ شطت النوى ... رأى عبرتي تجري فمثلها لكا
أو الشمس أخفت وجهها عنك كي ترى ... وقد غبت عني وحشة الأفق بعد كا
عساك ترى الرأي الموفق بعدها ... فإن الذي أغراك من قبل غركا وكتب إلى الشيخ علاء الدين ابن غانم:
(١) ص: باعث.