للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليت العذول يرى من فيه يعذلنا ... لعله إذ يرى عيناً يراعينا

إلى متى نحمل البلوى وعاذلنا ... بغير ما هو يعنينا يعنينا

ما ضر عذالنا لو أنهم رفقوا ... فعذلهم ليس يسلينا ويسلينا

حمائم الدوح في الأغصان نائحة ... كما تنوح فنحكيها وتحكينا

تشجو وتندب من شوق لمن فقدت ... ومن فقدنا فنشجيها وتشجينا

قد نسرت يا أحبانا جرائحنا ... وما لنا غير لقياكم يداوينا

أمراضنا من كلام الشامتين بنا ... فهل زمان يشفينا ويشفينا؟

إنا عطاش إلى أخباركم فمتى ... يأتي رسول يروينا ويروينا؟

بنا إلى عزكم فقر ومسكنة ... فهل بشير يغنينا فيغنيا؟ وقال رحمه الله تعالى:

ارفق بصب لا يريد سواكا ... قد صار من فرط السقام سواكا

أسكنته ربع الغرام فيا له ... من ساكن لا يستطيع حراكا

بالله (١) من أفتاك في سفك الدما ... حتى تسلط طرفك الفتاكا

كم لي بأكناف (٢) الأجيرع وقفة ... علي وادي الأراك أراكا

كم صامت بالوجد بنطق حاله ... هذا وكم شاك فؤادي شاكا

ضرب الغرام على النفوس سراداً ... والحسن مد على العقول شباكا

كيف الخلاص من الحمى وبربعه ال ... غزلان تنصب للأسود شراكا

وارحمتا لذوي الوى من جاهل ... متعقل ومغفل يتذاكى

قالوا هلكت بحبه فرحمت من ... من جهله عد النجاة هلاكا

كفوا فما أحلى عذابي في الهوى ... عندي إذا كان المعذب ذاكا

يا صاحبي عرج بجرعاء الحمى ... فهناك رؤية من تراه هناكا


(١) الزركشي: يا بدر.
(٢) ص: باصناف.

<<  <  ج: ص:  >  >>