للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيا ابن خليفة الله المصفى ... به تعلو مفاخرة الفخور

لئن فت الملوك وقد توافوا ... إليك من السهول والوعور

لقد سبق الملوك أبوك حتى ... بقوا من بين كاب أو حسير

وجئت مصلياً تجري حثياً ... وما بك حين تجري من فتور

فقال الناس ما هذان إلا ... كما بني الخليق إلى الجدير

لئن سبق الكبير (١) فأهل سبق ... له فضل الكبير على الصغير

وإن بلغ الصبي مدى كبير ... فقد خلق الصغير من الكبير فقال: والله لقد أحسنت ولكن هذا لا يساوي عشرين ألف درهم، فأين المال؟ قال: ها هوذا، فقال: يا ربيع، امض معه فأعطه أربعة آلاف درهم وخذ الباقي منه، ففعل؛ فلما ولي الخلافة المهدي، ولى أبا ثوبان المظالم، فكان يجلس بالرصافة، فإذا ملأ كساءه رقاعاً دفعها إلى المهدي، فرفع المؤمل رقعة ذكر فيها واقعته، فلما نظر إليها المهدي ضحك وقال: ردوا إليه عشرين ألف ردهم، فردت إليه.

وقال محمد بن حذيفة الطائي، حدثني أبي قال: رأيت المؤمل شيخاً كبيراً أعمى نحيفاً، فقلت له: لقد صدقت في قولك:

وقد زعموا لي أنها نذرت دمي ... وما لي بحمد الله لحم ولا دم

برى حبها لحمي ولم يبق لي دم (٢) ... وإن زعموا أني صحيح مسلم

فلم أر مثل الحب صح سقيمه ... ولا مثل من لا يعرف الحب يسقم

ستقتل جلداً بالياً فوق أعظم ... وليس يبالي القتل جلد وأعظم (٣) فقال: نعم، فديتك، ما كنت لأقول إلا حقاً.


(١) ص: الكثير.
(٢) الأغاني: ولم يبق لي دماً.
(٣) ص: جلداً ولا دم.

<<  <  ج: ص:  >  >>