للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخمسمائة (١) ؛ ومن شعره:

ما بين رامة والعقيق ديار ... كانت وكان بها الهوى ونوار

درست على مر الزمان كأنما ... آثارها من ريطه آثار

لم تبق إلا من أوارٍ، ما بدت ... إلا بدا فوق القلوب أوار

عهدي بها قبل الشباب، وما غدت ... من أهلها للغاديين قفار

والدهر ما صدع الجميع وظلنا ... ضال النقا وضياؤها (٢) السمار

والأرض قد حكت السماء بأنجم ... في روضة نجمت بها الأزهار

والطل يستبكي الربيع جفونه ... فإذا بكى يتضاحك النوار

والدوح تهصره الصبا بعليلها ... فإذا أمادت ورقه الأوكار

تشدو وتنشدنا القيان مناسباً ... بفم الكران ويصحب المزمار

فتصفق الأغصان ما بين الغنا ... بيد النسيم وترقص الأشجار

وشرابنا كرميّة الأعراق بل ... كرمية (٣) الأخلاق بل بكر الحيا المدرار

كالتبر قد نثر اللجين فويقه ال ... ياقوت بل ماء عليه نار

راح بها روح القلوب وبرؤها ... من عقر سيف الهم وهي عقار

يغدو بها عبل الروادف ما انثنى ... إلا ثنى الأكباد وهي حرار

قمر على غصن على دعص وهل ... هذي الصفات تحوزها الأقمار

لبس العذار فظل يخلع دائماً ... فيه العذار وتلبس الأعذار

يجري غرار السيف منه إذا بدا ... وأسيل خد سال فيه عذار

ورد على طلع وخيط بنفسج ... متنطق بنضيده ومدار

كم شد زناراً (٤) لديه مسلم ... ولهاً ولم يحلل له زنار


(١) كانت في الأصل: وستمائة ثم غيرت بغير خط الأصل.
(٢) ص: وطلنا ... وضيايها.
(٣) ص: كريمة.
(٤) ص: زنار.

<<  <  ج: ص:  >  >>