للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وثانية ظني بك الخير عادة ... وإن قلت عبد ظاهر الغش مسبع

وثالثة أني على ما هويته ... وإن كثر الأعداء فيّ وشنعوا

ورابعة أني إليك يسوقني ... ولائي، تولاك (١) الذي لا يضيع

وإني لمولاك الذي إن جفوته (٢) ... أتى مستكيناً خاضعاً (٣) يتضرّع

" وإني لمولاك الضعيف فأعفني ... فإني لعفو منك أهل وموضع " (٤) فقطع عليه المهدي الإنشاد وقال: ومن أعتقك يا ابن السوداء؟ فأومأ بيده إلى الهادي وقال: الأمير يا أمير المؤمنين، فقال المهدي لولده موسى: أعتقه يا بني؟ قال نعم يا أمير المؤمنين فأمضى المهدي ذلك وأمر بحديده ففك عنه وخلع عليه عدّة من الخلع: الخز والوشي والسواد والبياض، ووصله بألفي دينار وأمر له بجاري يقال لها " جعفرة " جميلة فائقة من روقة الرقيق، فقال له سالم قيم دار الرقيق: لا أدفعها إليك أو تعطيني ألف دينار، فقال قصيدته:

أآذن الحيّ فانصاعوا بترحال (٥) ... فهاج بينهم شوقي وبلبالي وقام بها بين يدي المهدي، فلما قال:

ما زلت تبذل لي الأموال مجتهداً ... حتى لأصبحت ذا أهل وذا مال

زوّجتني يا ابن خير الناس جاريةً ... ما كان أمثالها يهدى لأمثالي

زوّجتني بضةً بيضاء ناعمةً ... كأنها درة في كف لآل

حتى توهمت أنّ الله عجلها ... يا ابن الخلائف لي من خير أعمالي

فسالني سالم ألفاً فقلت له ... أنّى لي الألف يا قبّحت من سال


(١) الأغاني: فمولاك.
(٢) ص: جفيته.
(٣) الأغاني: راهباً.
(٤) زيادة من الأغاني.
(٥) ص: بترحالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>