للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعزل. ورئي الواثق في تلك الحالة وهو يرعد غضباً وقال: والله لا وليت لي عملاً أبداً.

وللواثق شعر حسن منه (١) :

قالت إذا الليل دجا فأتنا ... فجئتها حين دجا الليل

خفي وطء الرجل من حاسد ... ولو درى حل به الويل وله:

تنح عن القبيح ولا ترده ... ومن أوليته حسنى فزده

ستكفى من عدوك كل كيد ... إذا كاد العدو ولم تكده وكان يحب خادماً أهدي له من مصر، فأغضبه الواثق يوماً فسمعه يقول لبعض الخدم: والله إن الواثق يروم منذ أمس أن أكلمه فلم أفعل، فقال:

يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا ... هل أنت إلا مليك جار فاقتدرا (٢)

لولا الهوى لتجارينا على قدر ... فإن أفق مرة منه فسوف ترى وقال يحيى بن أكثم: ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب ما أحسن إليهم الواثق، ما مات وفيهم فقير.

وكان ابن أبي داود قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة بالقول بخلق القرآن، ويقال إن الواثق رجع قبل موته عن القول بخلق القرآن.

وقال عبيد الله بن يحيى (٣) : حدثنا إبراهيم بن ساباط قال: حمل فيمن حمل رجل مكبل بالحديد من بلاده فأدخل، فقال ابن أبي داود: تقول أو أقول؟ قال: هذا من أول جوركم، أخرجتم الناس من بلادهم ودعوتموهم إلى


(١) معجم المرزباني: ٤٦٣.
(٢) السيوطي: جار إذ قدرا.
(٣) تاريخ الخلفاء: ٣٦٨ والرجل الذي جعل من بلاده هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد الأذرمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>