للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبصر شيئا فقال: إن أعادهما الله تعالى علي قمت بحقه فيهما، فلما برىء رأى أن شكر هذه النعمة الإحسان إلى العميان، فأمر أن لا يترك أعمى في بلاد الإسلام يسأل بل يرتب له ما يكفيه.

ولما حضرته الوفاة قال: ما أبالي بفراق الحياة بعدما فتحت السند والأندلس، وبنيت جامع دمشق. ويكفيه بنيانه جامع دمشق ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورزق الفقراء والعميان، فإن له في ذلك شرفا خالدا وذكرا باقيا.

وكان مطلاقا لا يصبر على المرأة إلا القليل ويطلقها، فقيل له في ذلك، فقال: إنما النساء رياحين فإذا ذبلت باقة استأنفت أخرى. وحديثه مع وضاح اليمين ومع زوجته أم البنين مذكورة في ترجمة وضاح اليمن، واسمه عبد الرحمن.

ولما مات أبوه عبد الملك، تمثل هشام بقول الشاعر (١) :

فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما فقال له الوليد: اسكت، فإنك تتكلم بلسان الشيطان؛ هلا قلت كما قال أوس ابن حجر (٢) :

إذا مقرم منا ذرا حد نابه ... تخمط فينا ناب آخر مقرم وعيره خالد بن يزيد باللحن فقال: أنا ألحن في القول وأنت تلحن في الفعل.


(١) هو عبدة بن الطبيب يرثي قيس بن عاصم، انظر الحماسية رقم: ٢٦٣ في شرح المرزوقي.
(٢) ديوانه: ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>