للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثم ميم وصاد إن قرأتهمما ... قرأت " مص " وكم فسرت مكتوبا

فاجعل لسانك في هذا وذا سببا ... والحش يكفيك إن حاولت مطلوبا

واركب بغرة توت (١) ناشرا علما ... يأتي من الطائف النجدي مجلوبا (٢)

فطالما رفعت ايد (٣) إليك به ... حتى نزلت عن المركوب مكروبا

أبا الحصين (٤) محال أن تروغ وقد ... صوبت ثعلب رمحي اليوم تصويبا

ولست ذئبا فأخشى أن تخاتلني ... لكنما أنت شيء يشبه الذيبا وكان الوراق يوما يسرح ذقته، فقال الجزار:

لا تعجبوا من لباسي ... فكل أمري لبس

والله ما ثم مال ... وإنما ثم تفسو فأجابه الوراق:

صدقت ما ثم مال ... وإنما ثم نحس

وثم أخرى وأخرى ... فيها وعندك حدس وكتب الجزار إلى الوراق:

أيها الفاضل الذي قد حباه ... ذهنه من علومه بكنوز

فقت أهل الآداب جداً وهزلا ... فتميز عنهم بذا التمييز

كم وكم من رسالة لك قد بر ... زت فيها سبقا على التبريزي

أنا والله من رعاياك ما زل ... ت وأنت الأمير في النوروز فأجابه الوراق:

كم إلى كم يطيل مادح مثلي ... بكنى قد خبأتها ورموز


(١) توت: أول الشهور القبطية.
(٢) يريد النعال، لأن الطائف مشهورة بالأدم.
(٣) ص: أيدي.
(٤) غير كنيته من ((أبو الحسين)) إلى ((أبو الحصين)) تشبيهاً له بالثعلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>