وأبقى على شمس النهار ضياءها ... وخص بنقص آية الليل بالمحو
ولما دحا الأرض اقتدارا وحكمة ... على الماء أرسى الشم في أثر الدحو
وأحيا بفضل ميت الأرض بالحيا ... وزينها من بعد ذل بالصحو
أغثني بتوفيق ينور باطني ... وينحو إلى الخيرات بي أحسن النحو
فإني مقر أنك الله ربنا ... تعاليت عن شرك الطغاة أولي العدو
برأت جميع الكائنات بقدرة ... على غير أمثال تضاهى ولا حذو
تميت وتحيي والمقادير كلها ... بأمرك في مر الصروف وفي الحلو
وأعددت جنات النعيم لأهلها ... لترحمهم والنار أعددت للسطو
وأرسلت بالحق المبين محمدا ... أجل الورى من حاضرين ومن بدو
وشرفت فضلا آله وصحابه ... فبعدا لقلب من محبتهم خلو
فلا تحزني يوم الحساب ونجني ... بفضلك من نار تلظى بلا خبو وقال أيضا:
يوم أراك به فلست أصومه ... فالعيد (١) عندي ثابت تحريمه
ودجى أماط لنا ثياب ظلامه ... بصباح وصل منك كيف أقومه
لكن أرى فضلا علي معينا ... نظري إليك مع الزمان أديمه
حتى أروي من جمالك غلتي ... وتزول أثقال الهوى وهمومه
فبنور وجهك ينجلي عني صدا ... قلبي ويحيا باللقاء رميمه
من لي بوصلك إن وصلك جنتي ... ودوام هجرك للفؤاد جحيمه
عالجت فيك من الغرام أمره ... وصبرت حتى قيل: ليسر يرومه
وكتمت حتى غال حبك مهجتي ... واشتد شيئا في الهوى مكتومه
وسترت حتى نم دمعي بالهى ... وأبر دمع العاشقين نمومه
فاعطف على قلب ملكت زمامه ... أنت الشقاء له وأنت نعيمه
(١) ص: يوماً ... فالعبد.