ومن يسد طريق العارض الهطل ... وطلبت مني الشفاعة إليه فيك، وأنا عنده دون أن أشفع، وذنبك عنده فوق أن يشفع فيه، وبعد: فمن بره الذي أوجب الله علي أن لا أوالي له عدوا، ولا أعادي له وليا:
ولا تبغ من فرع زكي مخالفا ... لأصل فإن الأصل يتبعه الفرع
أغض جفوني عنك ما غض جفنه ... وإن كنت أطويها فينشرها الدمع
وأمنع صدري أن يلم بفكرة ... وفيه لما تشكوه من ألم لذع ومع هذا: فإني أبلغ النفس عذرها في استلطافه لك:
ومبلغ نفس عذرها مثل منجح ... ومن شعره:
مروا بنا أصلا من غير ميعاد ... فأوقدوا نار قلبي أي إيقاد
لا غرو أن زاد في شوقي مرورهم ... فرؤية الماء تذكي غلة الصادي وقال يخاطب أباه وقد نوه بغيره من إخوته:
حنانك إن يكن جرمي قبيحا ... فإن الصفح عن جرمي جميل
وإن عثرت بنا قدم سفاها ... فإني من عثاري مستقيل
ألست بفرعك الزاكي، وماذا ... يرجي الفرع خانته الأصول ووصل أبوه إلى لورقة لمحاربة العدو، وجهز إليه عسكرا وأمر ابنه الراضي أن يتقدم عليه، فاعتذر وأظهر المرض، فتقدم عليه المعتمد بنفسه ولاقى العدو فكانت الدائرة على المعتمد، فحجب عنه وجه رضاه، وكتب إليه بشعر منه: