وجه حبيب زار عشاقه ... فاعترضت من دونه الكاشحون فقال زين الدين الصفدي رحمه الله تعالى:
نظرت في الشهب وقد أحدقت ... بالبدر منها في الدياجي عيون
والروض يستحلي سنا نوره ... فتحسد الأرض عليه الغصون
وكلما صانته أوراقها ... نازعها الريح فلاح المصون
فقلت حتى البدر لم يخله ... ريب الليالي في السما من يعون ونظم الشيخ صلاح الدين الصفدي حرسه الله تعالى:
كأنما الأغصان لما انثنت ... أمام بدر التم في غيهبه
بنت مليح خلف شباكها ... تفرجت منه على موكبه ونظم أيضاً:
وكأنما الأغصان يثنيها الصبا ... والبدر من خلل يولح ويحجب
حسناء قد عامت وأرخت شعرها ... في لجة والموج فيها يلعب وكتب الشيخ صلاح الدين الصفدي إلى جمال الدين المذكور ملغزاً في مكوك الحائك:
أيا من فاق في الآداب حتى ... أقر بفضله الجم الغفير
وأحرز في المنى قصبات سبق ... فدون محله الفلك الأثير
وأطلع في سماء النظم زهراً ... يلوح فمن زهير أو جرير
قطعت أولي النهى وافضل بحثاً ... فمالك في مناظرة نظير
إذا أعربت في الإعراب وجهاً ... فكم ثلجت بما تدبي صدور
وإن قيل المعمى والمورى ... فذهنك ناقد فيه بصير
وها أنا قد دعوتك للتحاجي ... لأنك في الحجا طب خبير
فما ساع يرى في غير أرض ... ولا هو في السما مما يطير