للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحلته من بعد تسويف على الص ... بر الذي لم يبق منه بواقي

وطلبت مني في هواك مواثقاً ... والقلب عندك في أشد وثاق (١)

قلب بعين قد أصيب وعارض ... فأعده لي فالدمع ليس براقي

أشقيق بدر التم طال وتلهفي ... وأطال فيك العاذلون شقاقي

أنفقت من صبر يعليك وإنه ... لرضاك لا لتملق ونفاق

وصبا بعثت بها إليك فلم تعد ... وأظنها حالت عن الميثاق

وبمهجتي المتحملون عشية ... والركب بين تلازم وعناق

وحداتهم أخذت حجازاً (٢) عندما ... غنت وراء الظعن في عشاق

وتنبهت ذات الجناح بسحرة ... بالواديين فنبهت أشواقي

ورقاء قد أخذت فنون الحزن عن ... يعقوب والألحان عن إسحاق (٣)

قامت على ساق تطارحني الهوى ... من دون صحبي بالحمى ورفاقي

أني تباريني جوى وصبابة ... وكآبة وهوى وفيض مآقي

وأنا الذي أملي الجوى من خاطري ... وهي التي تملي من الأوراق

ولقد صفحت عن الزمان لليلة ... عدل الحبيب بها وجار الساقي

بسلافة الأقداح ذا يسعى وذا ... يعطو بسالفتيه والأحداق وقال يتذكر أيام شبابه وملاعب أترابه ويصف طيور الواجب (٤) :

هل ذاك برق بالغوير أنارا ... أم أضرموا بلوى المحصب (٥) نارا

فكلاهما إن لاح من هضب الحمى ... لي شائق ومهيج تذكارا

فبم (٦) التعلل والشباب منكب ... عني وقد شط الحبيب مزارا


(١) ص: وثاقي.
(٢) ص: حجاز، وهو يشير بذكر حجاز وعشاق إلى نغمتين موسيقيتين.
(٣) يعني إسحاق بن إبراهيم الموصلي، وفي ذكر إسحاق مع يعقوب مناسبة.
(٤) طيور الواجب: فصيلة من الجوارح.
(٥) ص: المخصب.
(٦) ص: فبما.

<<  <  ج: ص:  >  >>