وأبصر جسمي حسن خصرك ناحلاً ... فحاكاه لكن زاد في دقة المعنى
أسمراء إن أطلقت بالهجر عبرتي ... فإن لقلبي من تباريحه سجنا
وإن تحجبي بالبيض والسمر فالهوى ... يهون عند العاشق الضرب والطعنا
وما الشوق إلا أن أزورك معلناً ... فلا مضمراً خوفاً ولا طالباً إذنا
وألقاك لا أخشى الغيور وانثني ... ولو حجبت أسد الشرى ذلك المغني وقال أيضاً:
أريقته في الكأس أم صرف خمره ... وهذا حباب المزج أم سمط ثغره
يضوع بأيدينا وقد قام ساقياً ... بصنفيه من نشر المدام ونشره
له جنة من وجنيته وإنما ... تعارضنا من دونه نار هجره
وصبح جبين نعتدي بضيائه ... إذا ما ضلننا في غياهب شعره
لئن كان دمعي مطلقاً بجفائه ... ففي أسره قلبي المعنى بأسره
وليل طويل العمر أحوى كأنه ... غدائر من أهواه أو يوم غدره
إذا خشيت فيه المنى من ضلالها ... هدانا إلى مطلبوها نور بدره وقال أيضاً:
بدا لنا من جبينه قمر ... تضل في ليل شعره الفكر
ظبي غرير في طرفه سنة ... يلذ فيها للعاشق السهر
جديد برد الشباب حف بري ... حان وورد بخده نضر
ولا رعت مقلة نبات عذا ... ريه فيحاج عنه تعتذر
جوامع الحسن فيه جامعة ... فالقلب وقف عليه والبصر وقال أيضاً:
ألم وأعين الرقباء وسنى ... كما تم الهلال سناً وسنا
ومال بعطفه مرح التصابي ... كما عطفت نسيم الروض غصنا
وخص رياض خديه شقيق ... يلوح عليه خال عم حسنا