سرى مسرى الصّبا فعجبت منه ... من الهجران كيف صبا إليّا
وكيف ألّم بي من غير وعدٍ ... وفارقني ولم يعطف عليّا وله موشح رحمه الله تعالى:
أوقعني العمر في لعلّ وهل ... يا ويح من عمره مضى بلعل
والشيب وافى وعنده نزلا ... وفرّ منه الشباب وارتحلا
ما أوقح الشّيب الآتي ... إذ حلّ لا عن مرضاتي
قد أضعفتني الستون لا زمني ... وخانني نقص قوّة البدن
لكن هوى القلب ليس ينتقص ... وفيه مع ذا من جرحه غصص
يهوى جميع اللذات ... كما له من عادات
يا عاذلي لا تطل ملامك (١) لي ... فإنّ سمعي نأى عن العذل
وليس يجدي الملام والفند ... فيمن صبابات عشقه جدد
دعني أنا في صبواتي ... أنت البري من زلاّتي
كم سرني الدهر غير مقتصر ... بالكاس والغانيات والوتر
نمرح في طيب عيشنا الرغد ... طرفي وروحي وسائر الجسد
وكم صفت لي خطراتي ... وساعدتني أوقاتي
مضى رسولي إلى معذبتي ... وعاد في بهجة مجدّدة
وقال: قالت تعال في عجل ... لمنزلي قبل أن يجي رجلي
(١) ص: ملالك.