للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقطعت سرته بزير، وختن بمضراب.

وقيل له: رأيت أطمع منك؟ قال: نعم، كلب أم حومل، تبعني فرسخين وأنا أمضغ لباناً (١) .

وخفف الصلاة مرة، فقال له بعض أهل المسجد: خففت الصلة جداً، قال: إنها صلاة لم يخالطها رياء. وقال له رجل: كان أبوك عظيم اللحية، وأنت كوسج، فلمن أشبهت؟ قال: أشبهت أمي. وقيل له: هل رأيت أطمع منك؟ قال: نعم، خرجت إلى الشام مع رفيق لي، فنزلنا على باب بعض الديارات فتلاحينا، فقلت: أير الراهب في است الكاذب، فلم نشعر إلا بالراهب قد اطلع علينا وقد أنعظ وهو يقول: من هو الكاذب فيكم؟

وكان أشعب لا يغيب عن طعام سالم بن عبد الله بن عمر، فاشتهى سالم يوماً أن يأكل مع بناته، فخرج إلى بستان له، وأُعلم أشعب بالقصة، فاكترى جملاً بدرهم، فلما حاذى حائط البستان وثب من على الجمل فصار على الحائط، فغطى سالم بناته بثوبه وقال: بناتي (٢) فقال أشعب: إنك لتعلم ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد (٣) .

وقال رجل يوماً لأشعب: ما بلغ من طمعك؟ فقال: ما سألتني عن هذا الأمر إلا وقد خبأت لي شيئاً تريد تعطيني إياه.

وقيل هو من موالي عثمان بن عفان، وتوفي سنة أربع وخمسين ومائة، وولد سنة تسع للهجرة، فعمر عمراً طويلاً. وامرأته بنت وردان الذي بنى قبر النبي صلى الله عليه وسلم. وكان أشعب قد قرأ القرآن وتنسك، وكان حسن الصوت في القراءة، وربما صلى بهم في المسجد.

قال المدائني، قال أشعب: تعلقت بأستار الكعبة، وقلت: اللهم أذهب


(١) ص: لبان.
(٢) سقط من ص، وزدته من الوافي.
(٣) انظر سورة هود: ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>