للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧٩ - (١)

أيدمر النسائي

هو عز الدين أيدمر بن عبد الله، كان جندياً وله معرفة بتعبير الرؤيا والأدب، وكانت وفاته في ربيع الآخر سنة سبع وسبعمائة (٢) ؛ فمن شعره:

تخذ النسيم إلى الحبيب رسولا ... دنفٌ حكاه رقّةً ونحولا فتسيل في أثر الفريق سيولا

ويقول من حسدٍ له يا ليتني ... كنت اتخذت مع الرسول سبيلا وله أيضاً:

سفر فخلت الصبح حين تبلجا ... في جنح فودٍ كالظلام إذا سجا

فتانة فتاكةٌ من طرفها ... كم حاول القلب النجاة فما نجا

نحت نضير الغصن قامة قدها ... وحبت مهاة الجزع طرفاً أدعجا

تفترّ عن بردٍ نقيٍّ برده (٣) ... بالرشف حرّ حشاشتي قد أثلجا

ما إن دخلت رياض جنة خدها ... فرأت عنها الدهر يوماً مخرجا

ولما رشفت رحيق فيها ظامياً ... فازددت إلاّ حرقةً وتوهجا

تعطو برخصٍ طرّفته بعندمٍ ... وتريك ثغراً كالأقاح مفلجا

أنّى نظرت إلى رياض جمالها ... عاينت ثمّ مفوفاً ومدبّجا

زارت وعمر الليل في غلوائه ... فغدا من الشمس المنيرة أبهجا

وسرى نسيم الروض ينكر إثرها ... فتعرفت آثاره وتأرّجا


(١) الوافي والزركشي: ٧٨؛ ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة.
(٢) بياض في ص، وقد اعتمدت في هذا التاريخ على الزركشي.
(٣) الزركشي: ثغره.

<<  <  ج: ص:  >  >>