للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا تعجبن لو كان مدّ قناته ... ميلاً إذاً نظم الفوارس ميلا فأمر له أبو دلف بعشرة آلاف درهم.

وله فيه:

له راحةٌ لو أن معشار جودها ... على البر كان البر أندى من البحر

ولو أن خلق الله في جسم فارسٍ ... وبارزه كان الخليّ من العمر

أبا دلف بوركت في كل بلدة ... كما بوركت في شهرها ليلة القدر وله فيه أيضاً:

إذا كان الشتاء فأنت شمسي ... وإن حضر المصيف فأنت ظلّ

وما تدري إذا أعطيت مالاً ... أيكثر في سماعك أم يقلّ فأعطاه عشرة آلاف درهم.

وقصد مالك بن طوق، ومدحه فأثابه، فلم يرضه، فخرج من عنده وكتب رقعة وبعث بها إليه وفيها:

فليت جدا مالكٍ كلّه ... وما يرتجى منه مطلب

أصيب بأضعاف أضعافه ... ولم أنتجعه ولم أرغب

أسأت اختياري فقلّ الثواب ... لي الذنب جهلاً ولم يذنب فلما قرأها وجه جماعة في طلبه، وقال: الويل لكم إن فاتكم، فلحقوه وردوه، فلما رآه قام إليه وتلقاه وقال: يا أخي عجلت علينا، وما كنا نقتصر على ذلك وإنما بعثت إليك نفقة، وعولنا على ما يتلوها، واعتذر إليه، ثم أعطاه حتى أرضاه، فقال بكر بن النطاح يمدحه:

فتىّ جاد بالأموال من كل جانبٍ ... وأنهبها في عوده وبداته

فلو خذلت أمواله جود كفّه ... لقاسم من يرجوه شطر حياته

فإن لم يجد في العمر قسمة باذلٍ ... وجاز له الإعطاء من حسناته

<<  <  ج: ص:  >  >>