للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لحا الله ناقصه بيننا ... وإن كنت ذاك ولم تشعر

وفي أي شيء تنقصته ... وقد حلّ في (١) البيت من حمير فكأنما ألقمه حجراً.

ودخل إلى صاحب قيان، فوجد جماعة من أصحابه يشربون، منهم أبو (٢) حفص الكاتب، ورأى برذونه قائماً في السقيفة، فقال: كم لكم ها هنا فقالوا: كذا وكذا يوم، فشرب نهاره أجمع وليلته، وأراد الانصراف من الغد، فافتقد رداه ودراهم كانت معه، وسأل القوم فما وقع على عين ولا أثر، فقال لابن أبي حفص: سألتك بالله إلا ما نزلت إلى هذا العبد الصالح، فاستوهب لنا منه بأن يفضح الله سارقنا، أو يجمع علينا ما راح منا، فإنه صائم النهار قائم الليل، قال: أي عبد يكون هذا؟ قال: هو برذونك يا سيدي. فضحك الجماعة وخرج وهو يقول:

وغرفةٍ نكّس أعلاها ... للفسق والعصيان أنشاها

قد وضع الميزان في وسطها ... وكنت من أول قتلاها

من يعرف الله فلا يأتها ... فما بها من يعرف الله ومن هجائه:

أذاب والٍ بسوسة مخّي ... يعرف بين الأنام بالفرخ

يزعم عبد العزيز والده ... وأير عبد العزيز مسترخي وتوفي سنة تسع وأربعمائة، وقد زاحم المائة، رحمه الله تعالى وإيانا.


(١) ص: من.
(٢) ص: أبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>