للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن قوله " إنكم وما تعبدون من دون الله حَصَبُ جهنم " الأنبياء فقد عبد عيسى وعزير، فقال: تفسيرها " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون " الأنبياء فقلت له: يا سيدي، لا تعرف تكتب ولا تقرأ، من أين لك هذا؟ قال: يا أحمد، وعزة المعبود لقد سمعت الجواب فيها كما سمعت سؤالك.

وبعث إليه الملك الكامل على يد فخر الدين خمسة عشر ألف درهم، فما قبلها وقال: لا حاجة لنا بها، أنفقها في جند المسلمين.

وجاءته امرأة وقالت: عندي دابة قد ماتت، ومالي من يخرجها عني، قال: امضي وحصلي حبلا حتى أبعث من يجرها، فمضت وفعلت، فجاء بنفسه وجر الدابة، فجاء الناس وجروها عنه.

وكان لا يدع أحد (١) يقبل يديه ويقول: من أمكن من تقبيل يده نقص من حاله شي.

وتوفي بقرية علم سنة ثمان وخمسين وستمائة ودفن بها، فأوصى أن يدفن في تابوت، وقال لابنه: يا بني لا بد أن أنقل إلى الأرض المقدسة، فنقل بعد اثنتي (٢) عشرة سنة إلى دمشق سنة سبعين ودفن بزاويته أسفل عقبة دمر، رحمه الله تعالى.


(١) كذا في ص.
(٢) ص: اثني.

<<  <  ج: ص:  >  >>