للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ادن منّي ولا تخافنّ غدري ... ليس يخشى الخليل غدر الخليل

إنّ أدنى الذي ينالك مني ... ستر ما يتّقى وبثّ الجميل قال الفضل ابن سليمان: كان بهلول يأتي سليمان ابن علي فيضحك منه ساعة ثم ينصرف، فجاءه يوماً، فضحك منه ساعة ثم قال: عندك شيء نأكل؟ فقال لغلامه: هات لبهلول خبزاً وزيتوناً، فأكل ثم قام لينصرف وقال لسليمان: يا صاحب إن جئنا إلى بيتكم يوم العيد يكون عندكم لحم؟ فخجل سليمان.

وجاء إلى بعض أشراف الكوفة وقال له: أشتهي آكل عسل بسرقين، فدعا بهما، فأكل من العل وأمعن فيه، فقال له الرجل: لم لا تأكل السرقين كما قلت؟ قال: العسل وحده أطيب.

وعبث به الصبيان يوماً ففر منهم والتجأ إلى دار بابها مفتوح فدخلها، وصاحب الدار قائم له ضفيرتان (١) ، فصاح به: ما أدخلك داري؟ فقال: " يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض " الكهف.

وسأله يوماً علي بن عبد الصمد البغدادي: هل قلت شيئاً في رقة البشرة، فقال: اكتب:

أضمر أن أضمر حبي له ... فيشتكي إضمار إضماري

رقّ فلو مرّت به ذرّةٌ ... لخضبته بدمٍ جاري فقال: أريد أرق من هذا، فقال:

أضمر أن يأخذ المراة لكي ... يبصر وجهاً له فأدناها

فجازوهم الضمير منه إلى ... وجنته في الهوى فأدماها فقال: أريد أرق من هذا أيها الأستاذ، فقال: نعم وما أظنه، اكتب:

شبّهته قمراً إذ مرّ مبتسماً ... فكاد يجرحه التشبيه أو كلما


(١) ص: ضفيرتان.

<<  <  ج: ص:  >  >>