للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤمنين، فأعجبه هذا التصحيف منه.

وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال: ابن شبيب، حلو التشبيب، رقيق نسيم النسيب. ومن شعره في المستنجد بالله:

أنت الإمام الذي يحكي بسيرته ... من ناب بعد رسول أو خلفا

أصبحت لبّ بني العباس كلّهم ... إن عدّدت بحروف الجمّل الخلفا المستنجد هو الثاني والثلاثون من الخلفاء، ولب جمل حروفها اثنان وثلاثون.

ولد ابن شبيب سنة خمسمائة وتوفي سنة ثمانين وخمسمائة، ودفن بمقبرة معروف الكرخي، رحمه الله تعالى وإيانا. ومن شعره:

وأغيد لم تسمح لنا بوصاله ... يد الدهر حتى دبّ في عاجه النمل

تمنّيت لمّا اختطّ فقدان ناظري ... ولم أر إنساناً تمنّى العمى قبل

ليبقى على مرّ الزمان خياله ... حيالي، وفي عيني لمنظره شكل وله:

سرى والدجى تصبي غدائره الجون ... نسيمٌ على سرّ الأحبّة مأمون

فراحت قدود البان من سكر راحه ... نشاوى فقد كادت تميد الميادين

وشقّ له ورد الشقائق جيبه ... من الوجد وارتاحت إليه الرياحين

وغنّت له الورقاء بين مورّق ... تجاوبها من جانبيه الوراشين

فبلّغ من سرّ التحايا لطائماً ... فهاج غرامٌ بالأضالع مكنون

تهادى به طيف البخيلة واهتدى ... ومن دوننا البين المشتّ أو البين

عليه من الظّلماء ريطٌ ممسّكٌ ... وفي جيده من لؤلؤ الطلّ موضون

وما استيقظ الواشون إلاّ بنشره ... فقالوا، وما قالوه حدسٌ وتخمين

وعرّج عنّا يجعل الليل مركباً ... له، وقمير الفجر في الشرق عرجون

صباً أذكرت عهد الصبا وصبابتي ... بأسماء إذ دار الأحبّة دارين

<<  <  ج: ص:  >  >>