للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقيم الرجال الموسرون بأرضهم ... وترمي النّوى بالمقترين المراميا

وما تركوا أوطانهم عن ملالة ... ولكن حذاراً من شمات الأعاديا أيها السيد، أمن العدل والإنصاف، ومحاسن الشيم والأوصاف، إكرام المهان، وإذالة جواد الرهان؟ يشبع في ساجوره كلب الزبل، ويسغب في خيسه أبو الشبل:

إذا حلّ ذو نقصٍ محلة فاضلٍ ... وأصبح ربّ الجاه غير وجيه

فإنّ حياة المرء غير شهيةٍ ... إليه وطعم الموت غير كريه أقول لنفسي الدنية: هبي طال نومك، واستيقظي لا عز قومك، أرضيت بالعطاء المنزور، وقنعت بمواعيد الزور؟ يقظة، فإن الجد قد هجع، ونجعة، فمن أجدب انتجع، أعجزت في الإباء، عن خلق الحرباء، أدلى لساناً كالرشاء، وتسنم أعلى الأشياء (١) ، ناط همته بالشمس، مع بعدها عن اللمس، أنف من ضيق الوجار، ففرخ في الأشجار، فهو كالخطيب، على الغصن الرطيب:

وإن صريح الحزم والرأي لامرىءٍ ... إذا بلغته الشمس أن يتحوّلا (٢) وقد أصحب عبده هذه الأسطر شعراً يقصر فيه عن واجب الحمد، وإن بنيت قافيته على المد، وما يعد نفسه إلا كمهدي جلد السبنتى (٣) الأنمر، إلى الديباج الأحمر، أين در الحباب، من ثغور الأحباب؟ وأين الشراب من السراب؟ والركي البكي، من الواد ذي المواد؟ أتطلب الصباحة من العتم، والفصاحة من الغتم؟ غلط من رأى الآل في القي (٤) ، فشبهه بهلهال الدبيقي (٥) ؛ هيهات! إن


(١) ياقوت: السماء.
(٢) البيت لأبي تمام، ديوانه ٣: ١٠٦.
(٣) السبتي: النمر.
(٤) القي: الأرض القفر.
(٥) ص: بالدبيقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>