للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمعت شتيت المجد بعد انفراقه ... وفرّقت جمع المال فانهال كاثبه (١)

ألا يا أمير المؤمنين ومن غدت (٢) ... على كاهل الجوزاء تعلو مراتبه

أيحسن في شرع المعالي ودينها ... وأنت الذي تعزى إليه مذاهبه

بأني أخوض الدوّ والدوّ مقفرٌ ... سبارته مغبرّةٌ وجوانبه

وأرتكب الهول المخوف مخاطراً ... بنفسي ولا أعبا بما أنا راكبه

وقد رصد الأعداء لي كلّ مرصدٍ ... فكلّهم نحوي تدبّ عقاربه

وآتيك والعضب المهنّد مصلتٌ ... طويرٌ شابه فاتناتٌ ذوائبه

وأترك آمالي ببابك راجياً ... بواهر جاه يبهر النّجم ثاقبه

فتقبل منّي عبد رقً فيغتدي ... له الدهر عبداً (٣) طائعاً لا يغالبه

وتنعم في حقّي بما أنت أهله ... وتعلي محلي فالسّها لا يقاربه

وتلبسني من نسج ظلّك حلّةً ... تشرّف قدر النيّرين جلاببه

وتركبني نعمى أياديك مركباً ... على الفلك الأعلى تسير مواكبه

وتسمح لي بالمال والجاه بغيتي ... وما الجاه إلاّ بعض ما أنت واهبه

ويأتيك غيري من بلادٍ قريبة ... له الأمن فيها صاحب لا يجانبه (٤)

وما اغبّر من جوب الفلا حرّ وجهه ... ولا اتصلت بالسير فيها ركائبه

فيلقى دنوّاً منك لم ألق مثله ... ويحظى ولا أحظى بما أنا طالبه

وينظر من لألاء قدسك نظرةً ... فيرجع والنور الإماميّ صاحبه

ولو كان يعلوني بنفسٍ ورتبة ... وصدق ولاءٍ لست فيه أصاقبه

ولكنّه مثلي ولو قلت إنّني ... أزيد عليه لم يعب ذاك عائبه

ولا بالذي يرضيه دون نصيره ... ولو أُنعلت بالنيّرات مراكبه


(١) ص: كاتبه.
(٢) ص: عدت.
(٣) ص: عبد.
(٤) ص: تجانبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>