للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال يعارض قصيدة ابن زريق:

أخفى الغرام فأبداه توجعه ... وترجمت عن مصون الحب أدمعه

صب بعيد مرامي الصبر ما برحت ... تحنى على برحاء الشوق أضلعه

به لواعج شوق لو تحملها ... رضوى لهدته أو كادت تضعضعه

ما بات أخيب خلق الله منه سوى ... مفندٍ ظن أن العذل يخدعه

يا عذب الله قلبي كم يجن هوىً ... بجني عليه ويرعى من يروعه

وشى عليه بما أخفاه من شجنٍ ... فرط الحنين الذي أمسى يرجعه

وما أعاد الهوى إلا ليخجله ... لما توهم أن الصبر ينفعه

واهاً لغرٍ خلا مما يكابده ... مسهد الطرف صب القلب موجعه

ظبي توهم نومي حيلةً نصبت ... لصيده فهو بالهجران يقطعه

أجرى دماً دمع عيني وهو مورده ... وأسكن النار قلبي وهو مرتعه

ويلاه من شرس الأخلاق يعذب لي ... فيه العذاب ويحلو لي تمنعه

وليلةٍ بت أسقى من مراشفه ... سلاف خمرٍ ثناياه تشعشعه

يرنو ويعلم أن الطرف يصرعني ... وقد تيقنت أن السكر يصرعه

حتى إذا أخذت الكؤوس منه ثنى ... إلي جيداً يغير الظبي أتلعه

وبات قلبي الذي ما زال يؤيسه (١) ... يسمو إلى غاية الآمال مطمعه

ولان بعد شماسٍ كنت أعهده ... منه وأصغى إلى شكواي مسمعه

ولا تسل (٢) كيف بت الليل من سهري ... لما اطمأن بعيد النوم مضجعه ولما تسلم الكامل دمياط وجاءوا الملوك إلى خدمته وهو بالمنصورة، فجلس مجلساً عظيماً، ومد سماطاً عظيماً، وأحضر ملوك الفرنج، ووقف المعظم عيسى والأشرف موسى والملوك في خدمته، فقام راجح الحلي بين السماطين وأنشد:


(١) ص: يؤسيسه.
(٢) ص: تسال.

<<  <  ج: ص:  >  >>