للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سلام في الطبقة السابعة من شعراء الإسلام، وطال عمره، ودخل على عبد الله بن جعفر يسأله في خمس ديات، فأعطاه، ثم دعا فسأله في عشر ديات فأعطاه، فقال:

سألناه الجزيل فما تلكا ... وأعطى فوق منيتنا وزادا

وأحسن ثم أحسن ثم عدنا ... فأحسن ثم عدت له فعادا

مراراً ما أعود إليه إلا ... تبسم ضاحكاً وثنى الوسادا وكان المغيرة بن المهلب أبرع ولده وأوفاهم وأعفهم وأسخاهم، فلما مات رثاه زياد (١) الأعجم بقصيدته التي يقول فيها (٢) :

مات المغيرة بعد طول تعرض ... للموت بين أسنةٍ وصفائح

إن السماحة والمروءة ضمنا ... قبراً بمرو على الطريق الواضح

فإذا مررت بقبره فاعقر به ... كوم الهجان وكل طرف سابح

وانضح جوانب قبره بدمائه ... فلقد يكون أخا دمٍ وذبائح قال محمد بن عباد المهلبي، قال لي المأمون: أي قصيدة أرق؟ قلت: يا أمير المؤمنين أنت أعلم، قال: قصيدة زياد الأعجم التي قالها في المغيرة بن المهلب؛ ثم قال: أتحفظها؟ فقلت: نعم، فقال: خذها علي، فأنشدنيها حتى أتى على آخرها وترك منها بيتاً، قلت: يا أمير المؤمنين تركت منها بيتاً، قال: وما هو؟ قلت:

هلا أتته وفوقه بزاته ... يغشى الأسنة فوق نهدٍ قارح فقال: هاه هاه، يتهدد المنية، ألا أتته ذلك الوقت، هذا أجود بيت فيها،


(١) ص: زيادة.
(٢) راجع هذه القصيدة في ذيل الأمالي: ٨ وانظر كذلك ترجمة زياد في الأغاني، وفي أمالي اليزيدي: ١ - ٧ وابن العديم ٨: ٣٨ وابن خلكان ٥: ٣٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>