للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا سائراً نحو الخليفة قل له ... ها قد كفاك الله أمرك كله

بزيادة الله بن عبد الله سيف (١) ... الله من دون الخليفة سله وعلى الجانب الآخر:

ما ينبري (٢) لك بالشقاق مخالف ... إلا استباح حريمه وأذله

من لا يرى لك طاعةً فالله قد ... أعماه عن طرق الهدى وأضله قال الصولي: وابن الأغلب هذا من ولد الأغلب بن عمرو المازني، وكان من أهل البصرة، ولاه الرشيد الغرب بعد أن مات ادريس بن عبد الله بن حسن، فما زال بالمغرب إلى أن توفي وخلفه ابنه ثم أولاده، إلى أن صار الأمر إلى زيادة الله هذا، وذكر أنه أقام بمصر شهوراً ثم توفي.

قال الحافظ بن عساكر: بلغني أنه توفي بالرملة في جمادى الأولى سنة أربع وثلثمائة. ودفن بالرملة فساخ به قبره فسقف عليه وتركه مكانه. وكان له غلام يدعى خطاباً فسخط عليه وقيده بقيد ذهب، فدخل عليه صاحبه على البريد عبد الله بن الصايغ، فلما رأى الغلام مقيداً تأخر وعمل بيتين، وكتب بهما إلى زيادة الله وهما:

يا أيها الملك الميمون طائره ... رفقاً فإن يد المعشوق فوق يدك

كم ذا التجلد والأحشاء راجفة ... أعيذ (٣) قلبك أن يسطو على كبدك فأطلق الغلام ورضي عنه، وأعطى عبد الله بن الصايغ القيد.

ولزيادة الله هذا أخبار حسان في الجود، ولكنه أكثر من شرب الخمر والمجون والفساد، واتخذ ندامى يتصافعون قدامه ويتخذون مثانات الغنم منفوخة


(١) ص: بن سيف.
(٢) ص: ينبغي، والتصويب عن الحلة السيراء.
(٣) ص: أعيذك.

<<  <  ج: ص:  >  >>