للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذو مقلة حشو جفنها عمص (١) ... تسيل دمعاً وما بها رمد

كأنما الخد في نظافته (٢) ... قد أكلت فوق صحته غدد

يجمع كتفيه من مهانته ... كأنه في الهجير مرتعد

يطرق لا من حيا ولا خجل ... كأنه للتراب منتقد

ألكن إلا في الشتم ينبح كال ... كلب ولو كان خصمه الأسد

يشتمني الناس حين يشتمهم ... إذ ليس يرضى بسبه أحد

كسلان إلا في الأكل فهو إذا ... ما حضر الأكل جمرة تقد

كالنار يوم الرياح في الحطب ... اليابس يأتي على الذي يجد

يرفل في حلة منبتة ... من قمله رقم طرزها طرد

أجمل أوصافه النميمة والكذ ... ب ونقل الحديث والحسد

كل عيوب الورى به اجتمعت ... وهو بأضعاف ذاك منفرد

إن قلت ما يدري ما أقول وإن ... قال كلانا في الفهم متحد

كأن مالي إذا تسلمه ... مني ماء وكفه سرد

حملته لي دويةً حسنت ... كنت عليها في الظرف أعتمد

كمثل زهر الرياض ما وجدت ... عيني لها شبهها ولا أجد

فمر يوماً بها على رجل ... لديه علم اللصوص ينتقد

أودعها عنده ففر بها ... وما حواه من بعدها بلد

فجاء يبكي فظللت أضحك من ... فعلي وقلبي بالغيظ منتقد

وقال لي لا تخف فحليته ... مشهورة الوصف حين يفتقد

عليه ثوب وعمة وله ... وجه وذقن وساعد ويد

وقائلٍ بعه قلت خذه ولا ... وزن تجازى به ولا عدد


(١) ص: غمص.
(٢) ص: نضافته.

<<  <  ج: ص:  >  >>