للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا حاملاً صرت محمولاً على عجله ... وافاك موتك منتاباً على عجله (١) ومضت على ذلك أيام قلائل، فلقيني السيد أبو القاسم الفخر ابن محمد الزيدي فحكيت له هذه القصة، ففكر ساعة وقال:

والموت لا تتخطى الحي رميته ... ولو تبطأ عنه الحي أزعج له ومن شعر النعماني:

ألقت قناع الحسن بعد شماس ... ورنت بناظرتي مهاة كناس

عبث الدلال بعطفها فتمايلت ... عبث النسيم بناعم مياس

فرأيت غصن البان يثنيه الصبا ... من فوق حقف الرملة الميعاس منها في المديح:

الجاعل الأموال جنة عرضه ... والمستعان به على الإفلاس

عرفت فضائله بعرف نجاره ... والزند يعرف من سنا المقباس وأورد له محب الدين ابن النجار في تاريخه:

صد بعد اللقا وأبدى القطيعة ... من غدا قلب كل صبٍ مطيعه

شادن مقلتاه غربا حسامٍ ... جفنه الجفر والحجاج القبيعه (٢)

كل وقت تبدي اللواحظ منه ... غارةً في القلوب جد فظيعه (٣)

كم أسالت من جفن صب محب ... حين أصمته دمعه ونجيعه

خدعة حربه تراه إذا را ... م قلوب العشاق أبدى الخديعه

أظمأ الخصر منه ردف ثقيل ... ضامن أن يذيبه ويجيعه

لفع الحسن وجهه وكساه ... حلةً زان وشيها تلفيعه


(١) في انباه الوراة أن قائل الشطر الثاني هو طلحة النعماني صاحب الترجمة.
(٢) ص: القميعة.
(٣) ص: فضيعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>