ابن عفان رضي الله عنه، وولد له يوم مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ وكانت وفاة طويس سنة اثنتين وتسعين للهجرة.
وهو أول من غنى في الإسلام بالمدينة، وأول من هزج الأهزاج، ولم يكن يضرب بالعود، بل كان ينقر بالدف المربع، وكان يسمع الغناء من سبي فارس والروم فتعلم منهم، وكان يضحك الثكلى لحلاوة لسانه وظرفه، وكان مخنثاً فأسقطه خنثه عن طبقة المغنين الفحول، أول صوت غني به في الإسلام صوت غنى به طويس على عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو:
كيف يأتي من بعيد ... وهو يخفيه القريب
نازح بالشام عنا ... وهو مكسال هيوب
قد براني الحب حتى ... كدت من وجدي أذوب وكان من شؤمه يقول: يا أهل المدينة ما دمت بين أظهركم فتوقعوا خروج الدابة والدجال، وإن مت فأنتم آمنون.
حكى أبو الحسن المدائني قال: صعد طويس يوماً على جبل حراء فأعيا وسقط كالمغشي عليه تعباً، فقال: يا جبل ما أصنع بك؟ أشتمك لا تبالي، أضربك ما يوجعك، ولكن يا شماتتي بك يوم تبقى كالعهن المنفوش.