وعداوة الشعراء بئس المقتنى ... فتنمر ساعة ثم أمر له بمائة رباعي وأمر بإخراجه من المدينة، كراهية أن تقوم عليه نفسه فيعاقبه، فخرج، ثم مدح ثقة الدولة بقصيدة منها:
أبيت أراعي النجم في دار غربةٍ ... وفي القلب مني نار حزن مضرم
أرى كل نجم في السماء محله ... ونجمي أراه في النجوم المنجم
سأحمل نفسي في لظى الحرب جملة ... تبلغها من خطبها كل معظم
فإن سلمت عاشت بعز وإن تمت ... إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم وقال وهو في الأسر:
لا يذكر الله قوماً (١) ... حللت فيهم بخير
جاهدت بالسيف جهدي ... حتى أسرت وغيري
والآن لست أطيق ال ... جهاد إلا بأيري
فهات من شئت منهم ... لو كان صاحب دير وكان صديقاً لعبد الله بن رشيق، وهو يؤدب بعض أولاد تجار القيروان، وكان حسناً، وكان ابن المؤدب يزوره، فعلق بالغلام، وخرج ابن رشيق للحج، فكلما أتي بمعلم لم يقم عنده إلا أسبوعاً ويدعي الغلام أنه راوده، فذكر ابن المؤدب لوالده فأحضره، فما كان إلا ساعة جلوسه في المسجد ودخول الغلام إليه فأغلق باب الصحن وقام فبلغ أربه منه، وخرج الغلام إلى أبيه مبادراً فأخبره فقال أبوه: الآن تقرر عندي أنك كاذب وكذبت على من كان قبله، وصرفه إلى المكتب، فأقام على تلك الحال مدة طويلة وقال:
وظبي أنيسٍ عالجته حبائلي ... فغادرنه قبل الوثوق صريعا