كم زرتهم وغصون الفضل دانية ... أجني الثمار بها عفواً وارتزق
هم الأولى إن دعوني عبدهم صدقوا ... لما استرقوا وكم منوا وما عتقوا
تحلو الأحاديث عنهم كلما ذكرت ... فكيف إذا شافهوا يوماً بما نطقوا
إني لأشكر ما أولوه من نعمٍ ... شكراً عليه قلوب الخلق تتفق وقال رحمه الله تعالى:
أما والهوى إن شط ربعكم عنا ... فأنتم نزول بالقلوب إذن منا
وإن حجبت اشباحكم عن عيوننا ... فلم يحجب البين المشت لكم معنى
ولا نظرت عيناي إلا جمالكم ... ولطفكم الموصوف والحسن والحسنى
أحن إليكم في التداني وفي النوى ... ولا عجب للصب إن أن أو حنا
ويشتاقكم طرف وأنتم سواده ... فما أبعد المشتاق منكم وما أدنى
لحا الله دهراً راعني بفراقكم ... وأفقرني فيمن احب وما استغنى وقال أيضاً:
يا ناق إن جئت الحمى سالمةً ... فعفري خديك في تلك الربى
وبلغي أهيلها تحيتي ... فإن في تبليغهم لي أربا
عساهم أن يبعثوا جوابها ... في طي أنفاس نسيمات الصبا
فإنها أكتم للسر ولا ... يخشى عليها من عيون الرقبا
فإن فعلت فهي عندي منة ... من أجلها أحمل عنك التعبا
أحبابنا مذ غبتم عن حيكم ... محبكم عن صبره قد غلبا
قد بلغ الشوق بكم غايته ... وفي جواه (١) بلغ السيل الزبى
لا يستطيع باللسان شرح ما ... لو شق عنه القلب أبدى العجبا
وكلما سمت فؤادي سلوةً ... عنكم ينادي عنهم لا مذهبا
وكم أنادي في الديار بعدكم ... واحربا من بعدهم واحربا
(١) ص: جوابه؛ الزركشي: جواب.