عقار هي النار في نورها ... فلولا المزاج زمت بالشرار
إذا ما لقيت الليالي بها ... فأنت على صرفها بالخيار
نعمنا بها وكأن النجوم ... دراهم من فضةٍ في نثار وقال أيضاً:
شربت على الرياض النيرات ... وتغريد الحمام الساجعات
معتقة ألذ من التصابي ... وأشرف في النفوس من الحياة
تسير إلى الهموم بلا ارتياع ... كما سار الكمي إلى الكماة
وتجري في النفوس شفاء داء ... مجاري الماء في أصل النبات
كأن حبابها شبك مقيم ... لصيد الألسن المتطايرات
لنا من لونها شفق العشايا ... ومن اقداحها فلق الغداة
كأن الأقحوان فصوص تبرٍ ... تركب في اللجين موسطات
ونارنج على الأغصان يحكي ... كؤوس الخمر في أيدي السقاة وله أيضاً:
أرحت النفس من هم براح ... وهان على إلحاح اللواحي
وصاحبت المدام وصاحبتني ... على لذاتها وعلى سماحي
فما تبقي على طرب مصونٍ ... ولا أبقي على مالٍ مباح
ثوت في دنها ولها هدير ... هدير الفحل (١) ما بين اللقاح
وصفتها السنون ورققتها ... كما رق النسيم مع الرواح
إلى أن كشفت عنها الليالي ... ونالتها يد القدر المتاح
فأبرزها بزال الدن صرفاً ... كما انبعث النجيع من الجراح
(١) ص: النحل.