ولا ابن عمي ولا نسيبي ... يرى إلى مهجتي سواك
إن كنت تهوى مقام شربٍ ... قم نغتبق ثم نصطبح
تعال حتى تزيل عتبي ... وبعد ذا العتب نصطلح
والحقد في القلب لا تغبي ... وروح الهم تسترح
فالعيش للعاشق الكئيب ... يطيب للأنس في حماك
في خلسة المنظر العجيب ... تجيبه كلما دعاك وقال أيضاً موشحاً رحمه الله:
يا لائمي في الهوى كفاني ... فعد عن بعض ذا الملام
لم لا تلوم الذي جفاني ... وصد عن مقلتي المنام
هواه من أشكل المسائل ... كم حار في وصفه فقيه
وفيه ما تنفع الوسائل ... أخشاه جهدي وأتقيه
وكم عتابٍ وكم رسائل ... أعدها حين ألتقيه
يهتز من نشوة الدنان ... كأنما لحظه مدام
وتعتري سكتة اللسان ... يعود لا يفصح الكلام
أقسام هجرانه لعشقي ... ماضٍ ومستقبل وحال
خاطرت في حبه بنطقي ... إذ قلت لا بد من وصال
أخلصت عزمي به وصدقي ... وقد تعرضت للسؤال
عسى بعين الرضا يراني ... من غير عجب ولا احتشام
يبدل البعد بالتداني ... ويعقب الهجر بالتئام
سكرت من حبه بشمس ... من فوق عطفيه تطلع
وفيه يومي مضى وأمسي ... وشملنا ليس يجمع