للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما أولاه من الإحسان، فحضر بدر الدين ابن المسجف رحمه الله تعالى المجلس وأنشد هذه الثلاثة الأبيات لنفسه:

دار النقيب حوت بمن قد حلها ... شرفاً يقصر عن مداه المطنب

أضحت كسوق عكاظ في تفضيلها ... وبها شهاب الدين قس يخطب

الفاضل القوصي أفصح من غدا ... عن فضله في العصر يعرب معرب (١) وأنشدني المذكور لنفسه في الشرف الحلي الشاعر (٢) :

يقولون لي ما بال حظك ناقصاً ... لدى راجح رب الفهاهة والجهل

فقلت لهم إني سمي ابن ملجم ... وذلك إسم لا يقول به حلي وأنشدني لنفسه هذين البيتين، وكان قد قالهما ببغداد وقد جاء مطر كثير (٣) يوم عاشوراء، وكان فصل صيف:

مطرت بعاشورا وتلك فضيلة ... ظهرت فما للناصبي المعتدي

والله ما جاد الغمام وإنما ... بكت السماء لرزء آل محمد وأنشدني لنفسه يمدح الكمال القانوني:

لو كنت عاينت الكمال وجسه ... أوتار قانونٍ له في المجلس

لرأيت مفتاح السرور بكفه ال ... يسرى وفي اليمنى حياة الأنفس وأنشدني لنفسه:

ولقد مدحتهم على جهلٍ بهم ... وظننت فيهم للصنيعة موضعا

ورجعت بعد الإختيار أذمهم ... فأضعت في الحالين عمري أجمعا ومثل هذا قول سبط التعاويذي (٤) :


(١) ص: يعرب.
(٢) هو راجح الحلي، وقد تقدمت ترجمته في حرف الراء.
(٣) ص ر: مطراً كثيراً.
(٤) الأصوب: سبط ابن التعاويذي؛ وانظر ديوانه: ٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>