المكتفي، فكانت ولايته تسع سنين وتسعة أشهر وأياماً. وهو أحد من ولي الخلافة ولم يكن أبوه خليفة، وهم: السفاح والمنصور والمستعين والمعتضد.
وكان المعتضد حسن الميل إلى آل الرسول صلى الله عليه وسلم، وتزوج قطر الندى بنت خمارويه، أصدقها ألف ألف درهم.
ومن شعره:
غلب الشوق اصطباري ... لتباريح الفراق
إن جسمي حيث ما سر ... ت وقلبي بالعراق
أملك الأرض ولا أم ... لك دفع الإشتياق وحكى ابن حمدون النديم أن المعتضد كان قد شرط علينا أنا إذا رأينا منه شيئاً ننكره نقول له، وإن اطلعنا على عيب واجهناه به، قال: فقلت له يوماً: يا مولانا في قلبي شيء أردت سؤالك عنه منذ سنين، قال: ولم أخرته إلى اليوم؟ قلت: لاستصغاري قدري ولهيبة الخلافة، قال: قل ولا تخف، قلت: اجتاز مولانا ببلاد فارس، فتعرض الغلمان للبطيخ الذي كان في تلك الأرض، فأمرت بضربهم وحبسهم، وكان ذلك كافياً، ثم أمرت بصلبهم، وكان ذنبهم لا يجوز عليه الصلب، فقال: أوتحسب أن المصلبين كانوا أولئك الغلمان؟ وبأي وجه كنت ألقى الله تعالى يوم القيامة لو صلبتهم لأجل البطيخ؟ وإنما أمرت بإخراج قوم من قطاع الطريق كان وجب عليهم القتل، وأمرت أن يلبسوا أقبية الغلمان وملابيسهم إقامة للهيبة في قلوب العسكر، ليقولوا: إذا صلب أخص غلمانه على غصب البطيخ فكيف يكون على غيره؟ وأمرت بتلثيمهم ليستتر أمرهم على الناس.