للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإذا سطا ملأ القلوب مهابة ... وإذا سخا ملأ العيون مواهبا

كالغيث يبعث من عطاه نائلاً ... سبطاً ويرسل من سطاه حاصبا

كالليث يحمي غابه بزئيره ... طوراً وينشب في القنيص (١) مخالبا

كالسيف يبدي للنواظر منظراً ... طلقاً ويمضي في الهياج مضاربا

كالسيل تحمد منه عذباً واصلاً ... ويعده قوم (٢) عذاباً واصبا

كالبحر يهدي للنفوس نفائساً ... منه ويبدي للعيون عجائبا

فإذا نظرت ندى يديه ورأيه ... لم تلق إلا صيباً أو صائبا

أبقى قلاوون الفخار لولده ... إرثاً ففازوا بالثناء مكاسبا

قوم إذا سئموا الصوافن صيروا ... للمجد أخطار الأمور مراكبا

عشقوا الحروب تيمناً بلقا العدا ... فكأنهم حسبوا العداة حبائبا

وكأنما ظنوا السيوف سوالفاً ... واللدن قداً والقسي حواجبا

يا أيها الملك العزيز ومن له ... شرف يجر على النجوم ذوائبا

أصلحت بين المسلمين بهمة ... تذر الأجانب بالوفود (٣) أقاربا

ووهبتهم زمن الأمان فمن رأى ... ملكاً يكون له الزمان مواهبا ومنها:

فأقمت تقسم للوحوش وظائفاً ... فيها وتصنع للنسور مآدبا

وجعلت هامات الكماة منابراً ... وأقمت حد السيف فيها خاطبا

وبذلت للمداح صفو خلائقٍ ... لو أنها للبحر طاب مشاربا

فرأوك في جنب النضار (٤) مفرطاً ... وعلى صلاتك والصلاة مواظبا

أوليتني فيك (٥) المديح عنايةً ... وملأت عيني هيبةً ومواهبا


(١) ص: القميص.
(٢) ص ر: قوماً.
(٣) الديوان: بالوداد.
(٤) ص: النضائر.
(٥) الديوان: قبل؛ وهي قراءة أجود من المثبتة.

<<  <  ج: ص:  >  >>