للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأذكرني بالغضا جيرةً ... تولوا وأصليت جمر الغضا

أضاء الدجى لي لما دنوا ... وبانوا فضاق علي الفضا

وطول في حبهم لائمي ... فعرض قلبي لما عرضا

رأى النار في كبدي تلتظي ... وفي جوفه الماء ما خضخضا

بروحي غزال بألحاظه ... وعود بألحاظنا تقتضي

سقاني من ريقه خمرةً ... شفاني بها وبها أمرضا

رنا وانثنى فقضى حسنه ... علي ولي وطر ما انقضى

فمن قده ذابل مشرع ... ومن لحظه صارم منتضى

أبثك وجداً كساني الضنى ... فأعجزني السقم أن أنهضا

وعمم فودي بوخط المشيب ... فسود حالي بما بيضا

بعيني أقيك فنم وداعاً ... وإن كان جفني ما أغمضا

فزدني صدوداً أزد صبوةً ... وفي حالة السخط لا في الرضى (١)

أعد نظراً منك في أمر من ... إليك مقاليده فوضا

وفاض على خده دمعه ... فذهبه بعدما فضضا

وعاود أطرابه بعد ما ... نضا من شبيبته ما نضا وقال:

قرأت خط عذاريه فأطمعني ... بواو عطفٍ ووصلٍ منه عن كثب

وأعربت لي نون الصدغ معجمةً ... بالحاء عن نجح مقصودي ومطلبي

حتى رنا فسبت قلبي لواحظه ... " والسيف أصدق أنباء من الكتب " وقال:

حيث ترامت بي الجهات ... فلي إلى وجهك التفات


(١)
ناظر إلى قول الشاعر: وفي حالة السخط لا في الرضى ... يبين المحب من المبغض

<<  <  ج: ص:  >  >>