للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال:

زعموا أنني هويت سواكم ... كذبوا ما عرفت إلا هواكم

قد علمتم بصدق مرسل دمعي ... فسلوه إن كان قلبي سلاكم

قال لي عذلي متى تبصر الرش ... د وتسلو فقلت يوم عماكم

حاولوا سلوتي بلومي فأغرو ... ني فمن ذا بصدكم أغراكم

لا تحيلوا قلبي على حسن صبري ... أحسن الله في اصطباري عزاكم وقال أيضاً (١) :

شرحت لوجدي في محبتكم صدرا ... وصبرني صحبي فلم أستطع صبرا

ومن ظن سلواني من البر والتقى ... فإني إلى الرحمن من ذنبه (٢) أبرا

فيا يوسف الحسن الذي مذ علقته ... بسيارةٍ من فكرتي قلت يا بشرى

لقد حل من قلبي بوادٍ مقدسٍ ... ليقبس من قلبي الكليم به جمرا

لئن خوفتني من تجنيه عذل ... فإن مع العسر الذي زعموا يسرا

وقلت لعذالي ألم (٣) تعرفوا الهوى ... لقد جئتم شيئاً بعذلكم نكرا

لعمري لقد طاوعت زائد لوعتي ... عليكم وما طاوعت زيداً ولا عمرا

شفينا غليل الشوق منه بنزلةٍ ... فطوبى لمن يحظى به نزلةً أخرى (٤)

فلا تعجبوا للسيل والسيف واعجبوا ... لأجفانه الوسنى ومقلتي العبرى

وإن بان ذلي وانكساري لبينه ... فمن قيصر عند الوصال ومن كسرى

وأي عذول كان في الحب عاذري ... فذاك الذي قد يسر الله (٥) لليسرى

خليلي ها سقط اللوى قد بدا لنا ... فلا تقطعاه بل قفا نبك من ذكرى


(١) قال الزركشي: وأنشد لنفسه في ((تذكار الواجد)) يمدح الملك الناصر.
(٢) ص: دونه؛ ر: ذمه؛ والتصويب عن الزركشي.
(٣) ص: إلى كم.
(٤) وقع هذا البيت عند الزركشي بعد قوله ((خليلي ها سقط اللوى)) وهو أكثر ملاءمة للسياق.
(٥) الزركشي: فذلك ممن يسر الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>