للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهدي لو استشفى المحب (١) بروحه ... لما كان بالوجد المبرح صاليا

ورقة طبعٍ لو تحلى بها الهوى ... لأعدى على عصر الشباب البواكيا

إليك أكلت الأرض بالعيس ثائراً ... وقد أكلت منها الذرى والحواميا

حوافي لا ينعلن والبعد آذن ... على نفسه إلا الوجى والدياجيا

فجاءته لم تبصر سوى البشر هاديا ... إليه (٢) ولم تسمع سوى الشكر حاديا

ألكني ألكني والسيادة بيننا ... إلى مولعٍ بالحمد يشريه غاليا

إلى آمر في الدهر ناهٍ إذا قضى ... على كل من فيه أطاعوه قاضيا

وحيوه لا راجين منه تحيةً ... وإن كان جواداً لا يخيب راجيا

إليك ابن سيفي يعرب زف خاطري ... عقائل لا ترضى البروج مغانيا

وإني لأستحيي من المجد أن أرى ... علي لمأمول سواك أياديا

وإني وقد أسلفتني قبل وقته ... من البر ما جازت خطاه الأمانيا

وأيقظت من قدري وما كان نائماً ... وأبعدت من ذكري وما كان دانيا

ولكن نبا من جنس ذكرك في يدي ... أظن حساماً لم يجد فيه نابيا

ولو لم يكن ما خفت لا خفت لم أجد ... على غير ما أخدمتنيه اللياليا

إلى من إذا لم تشكني أنت والعلا ... أكون لما ألقى من الدهر شاكيا

وأنت على رفعي ووضعي حجة ... فكن بي على أولاهما بك جازيا

وكون مكاني من سمائك عاطلاً ... ولولا مكاني الدهر ما كان خاليا

فرد المنى خضراً ترف غصونها ... بمبسوطةٍ تندى ندىً وعواليا (٣)

عوالٍ إذا ما الطعن هز جذوعها ... تساقطت الهيجا عليك معاليا

وعاون على استنجاز طبعي بهبة ... ترقص في ألفاظهن المعاليا

وعز على العلياء أن تلقي العصا ... مقيماً بحيث البدر ألقى المراميا


(١) بياض في ص.
(٢) ص: وسله.
(٣) ص: وغواليا.

<<  <  ج: ص:  >  >>